إصلاح الخطاب الاسلامي 1
دوافع الكتابة حول اصلاح الخطاب الإسلامي:
– موضوع اصلاح الخطاب الاسلامي تناوله كتاب ومفكرون اسلاميون ويساريون ومستقلون !
-تعددت اساليب الكتابة بين فلسفية وفكرية وثقافيه ودينية، وهي اسهامات جيدة بمافي ذلك كتابات العلمانيين واليسار والناقمين؛ ذلك انهم اثاروا قضايا بغض النظر عن دوافعهم واهدافهم. الخلاصة هي أن الخطاب الإسلامي يعيش أزمة فكرية.
تشخيص أزمة الخطاب
في حدود اطلاعي لم أجد كاتبا تعمق في بحث جذور وعوامل واسباب أزمة الخطاب الاسلامي ؛ذلك أن أزمة الخطاب ضاربة في اغوار عقلية النخبة المسلمة – سلطة ومثقفون ووعاظ وفقهاء وكتاب ومفكرون إسلاميين وغير إسلاميين. وإذا سلّمنا ان تشخيص الطبيب لحالة المريض يساوي نصف العلاج، فإننا بأمس الحاجة لتشخيص الداء الذي أنتج أزمة الخطاب الإسلامي المعاصر،
وعليه ، فإن طريقتنا في تشخيص الأزمة وتحديدها بدقة تبدا من تقديم سؤآل مفاده ماهو السبب الكامن وراء أزمة الخطاب الاسلامي المعاصر؟
السبب يعود إلى أزمة التفكير التي يعيشها العقل الإسلامي المعاصر. وهذا الجواب يفتح تساؤلاً أكثر دقة مفاده، بما أن هنالك ازمةع فلاشك أن لها مظاهر، فماهي مظاهر أزمة الفكر الاسلامي المعاصر؟
مظاهر الأزمة
يمكننا تحديد مظاهر أزمة الفكر الاسلامي المعاصر في كلمتين هما: الجمود، والتقليد. بصيغة أخرى نقول الفكر الاسلامي بمجموعه – اليساري والقومي، والاسلامي على مستوى الحكام والمثقفين..يحملون فكرا سلفيا مقلداجامدا
فاليسار والقومي مرتهن للوافد الغربي- ماركسيا وليبراليا وعلمانياجمودا وتقليدا اعمى وانبهارا وكراهية لماهو اسلامي!
بالمقابل الفكرالاسلامي بشتى تواجهاته مرتهن للتراث الى حد التقديس والجمود!
باختصار :
الفكر الاسلامي عموما ينطبق عليه توصيف رهين المحبسين
( جمود وتقليد)!
هذا الارتهان والجمود افرز العقليات التالية
– عقلية متكيفة مع الواقع ولم تلفت الى
تغيير الواقع.!
– عقلية مذبذبه بين الوافد والماضي تعيش حالة من العجز الى حد انها لاتقدر كيف تفهم!
– عقلية منتسب الى الجماعات الدينية المجتمعيه.. وتنقسم الى شرائح مختلفه منهاما تزفض الهيئات الدينية الرسمية،
ومنها ماترفض الهيئات الرسمية قولا..ولكنها تعمل لصالح ولاة الامر!
ومنها تمارس العلمنه في التدين – بعض المتصوفه وبعض المنتسبين الى السلفية وتختلف شعاراتها.. مرددة كلامامعلبا ومنامات .. لايجوز تلويث الاسلام..وترفض معالجة الواقع وتسميه غرقا في الواقع.. وبالتالي ..اما ناخذ الاسلام كله..واما نترك تلويث الدين بالسياسة..!
ترفض التعاطف مع المجتمع ؛ لانه جاهلي،ومرتزق وغير ثوري عباد مصالح!!
يقابلها عبارات هلامية خادعة ومظلله متوارثه في لغة المتصوفه..
مثل.. دع الملك للمالك!!
اقام العباد فيما اراد!!
الله يعطي الملك من يشاء!!
ما من زمن الا وما بعده اشد منه فاصبروا.
لايجوز الاعتراض على الظالم..كمالايجوز الاعتراض على الخالق اذا انزل كوارث طبيعية- زلازل ،براكين،عواصف،
قحط، امطار،الخ. فذلك ملكه وميدان كوارثه،
والانسان ميدان كوارث الطغاة..فكما انه لايجوز الاعتراض على الله في ملكه فكذلك لايجوز الاعتراض على السلطان!
هذه الازمة الفكرية تعود الى موروث ولد مطلع القرن الرابع ا لهجري في كتاب لفقيه ينتسب الى الحنابله اسمه البربهاري افغاني..وتتلور ت هذه الاوبئة في القرن الخامس، وصدرت اوامر سلطانية بعدم قبول الفقيه مهما بلغ كعبه فلابد ان يدخل مدرسة الزهد – التصوف ويخرج بخرقة – مرقعه على كتفه تمنحه اجاز التحدث والخطابه والارشاد الخ؟
اهم مظاهر الانحطاط:
تجسدت مظاهر الانحطاط في ثقافة وتفكير المسلمين فيما يلي:
– غثاءالماضي طاف على سطح الفضاء الفكري والثقافي!
نعم هناك تكفير ايجابي لكنه يترسب ويهمل..كما سنوضح لاحقا.
اذن سيطر الغثاءفاثمر جمودافكريا،وتقليدا مذهبيا،عالة على القديم، تقعر في الالفاظ في متون المذهب على حساب النص القراني او الحديث الصحيح!
– عقلية جبرية تواكليه!
النتيجة كارثة:
– تضارب بين الدين كعقيدة ،والسنن الحاكمة للاجتماع والعلوم الطبيعية!
– غياب تام بل انحراف عن مقاصد الشرع ومبادئه وقواعده المنهحية!
– ضياع بوصلة الاوليات!
– شلل فكري بسبب غياب التنوع والتعدد الفكري، ونفور عن النقاش مهما كان حقاوصوابا،و اذا حصل فهو للاستهلاك وعدم الاخذ به!
– رفض المنهج المقاصدي والسنني.. يرافقه شعار الدين حلّ جميع مشاكل الحياة، مستندا الى القرون الغابرة!
– خلط بين الموروث والوحي فولّد تقديسا للموروث!
الجانب النفسي والتربوي:
– سيطرة الروح الانهزامية امام الوافد الايجابي والمنحط!
رفض القول الجديد تحت شعار من سبقك الى هذا؟
– تنميق الفاظ الخطاب وتشبث بمفردات الرواية واغفال المضمون و الذي يحمل مقتل الرواية وينسفه- روايات الخمس والبطنين والقرشية والسلاليه والائمة ال12 ووصية الغدير ، وطاعة المنقلب المتغلب.. وغيرها كثير نماذج صارخه على غياب اتساق الفكر الاسلامي!
– الدوران في دائرة الحزئيات السنن وصوم النوافل والاستماته حولها..على حساب قضايا كبرى -كرامة الانسان وحريته وحقوقه والشرعية السياسية..
– غياب النظرية السياسية تماما.
– غياب النظريه الاقتصادية.
– عجز عن التاصيل فضلا عن القول باخراح نظريات..!
الاكاديميون نموذجا هم عقول حاسرة مغادرة وبعضها يفاخر انه قرا نظرية لشخص غربي!
كسل عقلي وفصام بين الفكر والعمل..
– اعتقاد وهمي ان هناك تعارض بين الدين والعقل!
– جراثيم واوبئة :
تشويش واختلاط في المفاهيم- الديمقراطية كفر!
فإذا قيل له ما رايك في فصل السلطات، وحرية التعبير ومراقبة الحاكم؟
الجواب ..مليح!
فأذا قلت له هذه هي مكونات الديمقراطية رد بالقول:
الديمقراطية كافره!
– خلط مشين وفاضح بين الادوات اي الوسائل وبين المقاصد!
– الانقلاب على الحكم والتغلب بدلا من الاصلاح..! ومن هنا لاغرابة اذا سجل التاريخ العربي تقريبا
65 انقلابا بين عامي1946 وعام2005م!!
– تعطيل العقل خوفا على الوحي وكأنهما خصمان لا يلتقيان!
– القول عقولنا صغيرة
عاجزه عن فهم النص ومقاصده بل ان النص يتحول مصدر ظلال للفهم وعليه فلا بد من وسيط من القرون الغابرة!
– تخدير العقول:
حشو الاذهان بمتون والهوامش وبالذات لغير المتخصص!
– الوصاية على عقول الاخرين- ارهاب فكري صادر عن اشخاص ومؤسسات تحمل لافتات دينية!
– هيام وامتداح للماضي نظريا في الفروع لافي المنهج!
– شيوع سياسة ردود الفعل!
– صناعة معركة بين الدين والدنيا!
– نظرة آحادية وسطحية ساذجة!
– امية فكرية وثقافية!
– فصل تام بين العقيدة والفكر..
الفكر ليل والرواية نهار!
– تحول التشريع كله احتياطات وهذا له خطره القاتل المخالف للشرع المقدس الذي جعل الاصل في الاشياء الاباحة!
– تولد عن فقه الاحتياط كراهة للفقه والتوجه نحوا الوافد!
وعليه:
نحن ازاء جنون حزئي اسمه التقليد لكنه كارثي واخطر من الجنون الحقيقي!
ذلك ان المجنون يعزله المجتمع والعقل المقلد يعزل المجتمع عن روح الشرع واصلاح المجتمع !
النتيجة تقديس للتراث ،
وضياع المنهج!
خلاصة القول حول التراث:
التراث قسمان:
أ- منهج.. وهو الملزم لنا لكنه مضيع مغيب ومعدود في الرواسب!
ب – تراث تطبيقي جاء اجابات على واقع تلك الحقب وهو واقع يختلف عن واقعنا97%علي اقل تقدير!
تلك هي اهم مظاهر ازمة العقل المسلم والتي انعكست على الخطاب – جمودا وتقليدا.
نلتقي بعونه سبحانه مع حفريات معرفيه صنعت الازمة الفكرية.