رماة اليمن لا تبرحوا أماكنكم
من العجيب أن اليمنيين تتفجر فيهم ملكة التعبير والتحليل والاستنتاج في أي معركة خارجية أو حدث دولي عام يمس الأمة الاسلامية. يكون الإبداع في الوصف والتحليل وكمية المعلومات والمشاركات في هذا المجال.
لكن عندما تكون القضية اليمنية ترى هؤلاء بين صمت وجهل وحيرة في وصف حالنا وقضيتنا الأولى قضية اليمن وهي أقدس القدسيات بالنسبة لنا كأبناء الوطن وأصحاب الأرض وملاك البلد.
جينات التعاطف مع غيرنا غلبت النظر في قضيتنا فربما يكون ذلك هروباً من الواقع البئيس، أو سوء فهم وتقدير، أو عدم إلمام بالأولويات. نضمد جراحنا بأنفسنا، ولا يلتفت الينا أحد من مشارق الأرض او من مغاربها كما لاحظت ذلك في الحملات التضامنية مع مأرب واليمن التي دشنت في الشهر الماضي وغيرها من المناسبات التي نكون فيها لوحدنا. نذهب بعيداً في اختيار نماذج بطوليه للأمة الإسلامية ولا يذكر أحدا من اليمن، والتغني بأمجاد الأندلس مثلا ولا نعرف عن أمجادنا إلا القليل، وجمعنا شتات المسلمين في قلوبنا وبعثرنا الهوية اليمنية في الهواء. كم مجدنا من علماء وقادة للأمة واغفلنا هامات علمية عالمية وقيادات انبعثت من أرض اليمن.
حملنا على عاتقنا جمع التبرعات عابرة القارات وجيراننا وأبناء جلدتنا لها أحوج. لم نعش في بحبوحة ولا هناء حتى نمضي في سبيل المناداة بهناء غيرنا. الشواهد في هذا المجال كثيرة وكل يستحضر في ذهنه الكثير والكثير.
جميل ان نتألم لجسد هذه الأمة النحيل، ولكن العضو اليمني في هذا الجسد أشد هزالا وأولى أن نلتفت إليه.