عيد أضحى مبارك وكل عام وأنتم بخير، وتقبل الله من الجميع حُجاجاً لبيت الله ومُقيمي الشعائر والمُضحين، عيدكم مبارك أينما كنتم مُرابطين في ربوع السعيدة، ومُهاجرين في أرض الله الواسعة، نسأل الله أن يُعيده علينا وقد تحررت عقولنا من الخُرافة، وتحلت ضمائرنا بالصدق والإخلاص، وعَمُرت قلوبنا بالمحبة والتسامح، وعمّ السلام أرجاء البلاد، وتزايد المُخلصون واستفاق الواهمون وعادوا عن غيهم.
في هذا العيد وأنتم تُضحون بالوعول -وما شابهها من بهيمة الأنعام- وتقدمونها قرابين لله الواحد على طريقة أبيكم إبراهيم عليه السلام، وترفعون شعار التوحيد في أرضكم، أرض التوحيد وتهتفون مع حجيج البيت “لبيك اللهم لبيك” فإنكم تجددون العزم وتسيرون على درب من سبقكم من أجدادكم العظماء إلى “ذي سماوي” الله وحده لا شريك له.
نسأل الله قبول طاعاتكم وأن يشملكم بعنايته ورحمته وتمام هدايته، ونسأله أن يجمعنا بكم في بلادنا بعد غياب وسنوات التشرد والعذاب، وأن يجمع صفنا ويلم شعثنا ويوحد غايتنا في استقرار وأمن وسلامة بلدنا.
صحيح لا عيد إلا في اليمن وما سواه من أعياد لمن هم خارجها في مهاجرهم ليست سوى استعادة لذكريات العيد مع الأهل والأحباب فوق أرض وتحت سماء الوطن، إن كل عيد يمر لا يزيدنا إلا يقيناً باليمن الكبير وبشعبنا العظيم، وبوحدة أرضنا وواحدية قرارنا وتماسك قوانا الحية، وبقرب انتهاء عبثية هذه التجارب والمقامرات الصبيانية وعودة اليمنيين لرشدهم، ورغبة كل أبناء شعبنا بدولتنا الواحدة التي فيها خلاصنا جميعاً.
ليكن عيدكم ابتسامة تقاومون بها الجهل والتخلف والخرافة والحق الإلهي ودولة السماء والعصبويات والمذهبيات والهويات الصغيرة التي ظهرت نتيجة لغياب الدولة، عيد تسخرون فيه من كل الظروف الصعبة التي تُحيط بكم، فأنتم وحدكم من تُقررون مصيركم ولن يقرره سواكم، فالعبث سينتهي لامحالة وسيزول غبار التاريخ ومعه آثار الدمار والحرب، وستُزهر كل سدرة في وديان اليمن لتحمل زهرات العسل اليمني الأصيل، عيدكم سعيد وأعادكم الله في كل عيد ومن العايدين.
#معايدة_يمنيون
#يمنيون_للابد