قصيدة والتين والزيتون
يَا دَمْعَةَ الزّيتُونِ قَلبِي ظَامئٌ
والليّلُ فِي صَيِفِ القَذائِفِ مُرْعِدُ
مِنْ حَائِطِ المَبْكَى هَمَستُ لأدْمُعِي
بِالنَصْرِ والأَبْوَابُ دُونَكِ تُوصَدُ
وَعَبَرتُ مِنْ ( رفح ) بلَونِ قَصِيدةٍ
حَمرَاءَ تُطْعَنُ تَارةً وتُضَمّدُ
* * * *
وَعَبَرتُ و(الأَهْرَامُ) تَسْمَعُ صَرْخَتِي
والكُفرُ فِي عَرْشِ العَذّابِ مُقَيّدُ
وَعَبَرْتُ أحْتَضِنُ القَذائِفَ ضَاحِكاً
ودَمِي يُسْبّحُ والرَصَاصُ يُعَربِدُ
يَا مَوطِنَ الأحْرَارِ ( غَزّةَ ) أحْرُفِي
ثَكْلَى وكُلُ قَصَائِدِي تَتَمَرَّدُ
رَايَاتُنَا الخَضرَاءُ زِيتُونُ الإبَا
رُفِعَتْ وصَارُوخُ الرَدى ومُهَنّدُ
(هَذِي حَمَاسُ وهَؤُلاءِ جُنُودُهَا)
وجُنُودُهَا نُورُ المَدَى المُتَوَقِدُ
هَذِي خِيولُ النَصْرِ يَا منْ غَرَّه
كَأسٌ وغَانِيةٌ ومُلكٌ مُفْسِدُ
إنّي سَجَنتُ الآه جَوفَ مَتَاعِبي
ومَتَاعِبي سِجْنٌ عَليَّ مُؤَبدُ
يا صَاحِبيّ السِجْنِ أمّا مَنْ طَغَى
فِي عَصْرِنا المَغْبُونِ فَهُو السيّدُ
إنّي رأيتُ ( القدسَ ) دَاخِلَ مُهجَتي
تَسْمو ويَصْمُدُ في سَماَها المَسْجِدُ
صَلى عَلى القَسَّام زَيتونُ الإبَا
وبقِبلَةِ الحُكّامِ صَلىّ الغَرْقَدُ
أفتُونِ في الرُؤيا وحَاضِنَةِ الأسَى
إنْ كَانَ في التَأويِل شَيءٌ يُحْمَدُ
يا ( قدسُ) ما شَهِدَ اليَهودُ بِسَاحَة الــ
أقصَى صَلاةً والإمامُ مُحمّدُ
لِبَنِي قُريظَةَ والنضِير وخَيبرٍ
خُبْثٌ وتَارِيخٌ شَقيٌّ أسْودُ
يا ( قدسُ ) ما صُلِبَ المَسِيحُ حَقِيقةً
كَلا ولا صَرْح اليهود مُمَرّدُ
لكنهَا الأعْرَابُ يَوم هَوَانِهَا
جَعَلَتْ من الكُرسِي رَباً يُعْبَدُ