جيجو جزيرة الإنسانية

Published:
المشاهدات:
852
جيجو جزيرة الإنسانية

received 2204852089542540

 

 

اليمنيون/ جزيرة جيجو  كوريا/  إسماعيل القبلاني

من أصعب القرارات أن تغادر بلادك بحثا عن حياة أفضل وأكثر أمانا ولكن أصعب من ذلك إذا أجبرت على فعل ذلك بسبب الحرب. ربما الحياة ليست عادلة أو أن القدر يعمل بطرق غامضة كالعادة، ولكن الحروب تغير تأريخ الأوطان بشكل لا يصدق، بينما أولئك الأبرياء الذين فروا من الحروب أصبحوا في تأريخ الأمم مستقبل بلدانهم.

لأجل ذلك أكتب لكم هذا المقال عن أن اللاجئين اليمنيين هم مستقبل اليمن لأنهم غادروا بحثا عن حياة أفضل وأكثر أمان ولأنهم يعشقون الحياة ولم يفكروا أبدا بخسارة أرواحهم في الحرب.

ولهذا نحن أمام مرحلة مصيرية يجب على الجميع التعامل معها في كل البلدان التي نزح إليها اليمنيين ويجب علينا المساعدة لتأهيل هؤلاء النازحين كي يصبحوا حقا مستقبل لبلادهم ليس فقط إدراجهم في قوائم العمل وما إلى ذلك من الأشياء التي تساعد على إيجاد حياة مستقرة وآمنة.

هنا الآن في جزيرة جيجو جزيرة الإنسانية نجد أن اللاجئين اليمنيين في محطة مختلفة عن حياتهم وثقافتهم ولكن الأغلبية منهم يقومون بعمل جيد جدا ويتعلمون اللغة الكورية مما يدل على أن دمجهم داخل المجتمع الكوري أمر سهل جدا وليس بتلك الصعوبة التي يمكن للبعض تخيلها.

وبما أن الأغلبية يحاولون جاهدين الإندماج داخل المجتمع الكوري أنا متأكد جدا من أن المجتمع الكوري قادر على تجاوز كل الحواجز والمعوقات تجاه اليمنيين لأنهم مجتمع متحضر ولديهم تأريخ عظيم أيضا لديهم القدرة على صناعة المستقبل بعد الحرب والخبرة الكبيرة بذلك ولهذا أصبحت كوريا الجنوبية واحدة من أعظم بلدان العالم الآن.

هناك نقطة مهمة يجب التطرق إليها بما أن نصف اليمنيين اللاجئين في جزيرة جيجو يعملون بجهد في الصيد ومزارع الأسماك والمزارع الأخرى وبعض المطاعم الآن هناك النصف الآخر الذين لا يزالون عالقين بين المنازل المجانية والفنادق وتحت رعاية مكتب الميجريشين وبعض المنظمات الغير حكومية التي اتحدت كمنظمة واحدة لمساعدة اللاجئين اليمنيين حيث يمارسون حياتهم اليومية ضمن جدول رهيب ولكن لا تزال فرص الحياة المستقرة مجهولة بالنسبة لهم.

في هذه المرحلة المهمة أكبر المعوقات التي يشعر بها اللاجئ هي القلق من عدم قبول ملف لجوئه وهو يشعر بنفس الوقت إنه مستقبل بلاده التي أجبر على مغادرتها بسبب نشوب الحرب فيها ولكن لا قلق أكبر من قلق الحاضر الذي أوصلنا هنا كلاجئين.

expanded image