اختُتم الملتقى الأكاديمي الأول للباحثين اليمنيين في ماليزيا، والذي عُقد في جامعة يونتن الماليزية يوم 18 نوفمبر 2024 برعاية سفارة بلادنا في كوالالمبور بإصدار توصيات وُصفت بأنها خطوة مهمة وضرورية لتطوير منظومة التعليم العالي والبحث العلمي في اليمن. حيث دعا منظمو الملتقى الأكاديمي الأول للباحثين اليمنيين في ماليزيا، وهم الشبكة الدولية للبحث والتعليم المستدام (ISREN)، ومركز يمنيون للدراسات، واتحاد الطلبة اليمنيين في ماليزيا، إلى ضرورة اطلاع الحكومة اليمنية والجهات ذات العلاقة على التوصيات المقترحة والتي هي بمثابة مخرجات الملتقى والعمل بها، وشدد المنظمون على أهمية دور الباحثين اليمنيين في الداخل والخارج إثراء هذه التوصيات. وأكد منظمو الملتقى على أهمية هذه التوصيات كخطوة نحو تحسين واقع التعليم العالي والبحث العلمي في اليمن، مع تعزيز التعاون بين الأكاديميين اليمنيين داخل الوطن وخارجه لتحقيق التنمية الشاملة.
من جانبه أكد الدكتور أحمد الخضمي، المستشار الثقافي في سفارة بلادنا بماليزيا، على أن توصيات الملتقى الأكاديمي الأول للباحثين اليمنيين في ماليزيا تمثل مخرجات نقاشات جادة استمرت أثناء الملتقى وحتى بعد اختتامه، مشيراً إلى أنها تتألف من ثلاث حزم رئيسية وُجهت للجهات المعنية. كما شدد الدكتور الخضمي على أهمية تنفيذ هذه التوصيات لما تحمله من حلول مقترحة لتطوير التعليم والبحث بما يواكب التحديات التي تواجه التعليم العالي والبحث العلمي في بلادنا خلال هذه المرحلة. وفي أثناء حديثه في الملتقى أشاد المستشار الثقافي بالدور الفاعل والنشط لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي في العاصمة المؤقتة عدن، مؤكداً على الجهود الكبيرة التي تبذلها الوزارة في تطوير التعليم العالي في اليمن. كما أشار إلى اجتماع المجلس الأعلى للجامعات الذي عقد برئاسة رئيس الوزراء وبحضور وزير التعليم العالي ورؤساء الجامعات. وفي ذات السياق، تم تكريم الجامعات الحاصلة على المراكز الثلاثة الأولى محلياً في التصنيف العالمي QS لعام 2025.
وقد دعت توصيات الملتقى الحكومة اليمنية إلى معالجة مشكلة تدني الرواتب لتحفيز الكفاءات على الاستمرار في العمل الأكاديمي. وتسهيل عودة الأكاديميين والباحثين والخبرات النادرة إلى اليمن وتسوية أوضاع الأكاديميين المبتعثين والعائدين إلى اليمن بما يضمن استقرارهم الوظيفي. وتشجيع الباحثين اليمنيين في الخارج على المساهمة برؤى ومبادرات علمية تخدم المجتمع. وتقديم التسهيلات اللازمة لتقديم دعم تقني وإشراف خارجي من خلال الممولين والشركات الداعمة.
وأكدت التوصيات على أهمية دور وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في تنظيم اجتماعات دورية تهدف إلى تطوير منظومة التعليم والبحث العلمي في اليمن. والتركيز على اعتماد برامج تعليمية تتوافق مع احتياجات سوق العمل المحلي والإقليمي. وصياغة خطة بحثية وطنية تستهدف الارتقاء بجودة البحث العلمي والتعليم. وتطوير التعاون مع الباحثين اليمنيين في الخارج، لا سيما في ماليزيا، لدعم التعليم والبحث العلمي. وتحسين الأداء الأكاديمي والإداري في الجامعات عبر تنظيم ورش عمل ودورات تدريبية لتحسين جودة أدائها. وتوسيع التعاون مع الجامعات والمراكز البحثية الدولية ذات التصنيفات الأكاديمية المرتفعة لتطوير المناهج والبحث. وبناء شراكات مع مؤسسات وجامعات وشركات عالمية لدعم البحث العلمي وتوفير منح للباحثين. وتوفير اشتراكات للمجلات والمواقع العلمية لدعم الباحثين (تطوير البنية التحتية للبحث العلمي). وتقديم منح ودعم مالي للطلاب المتفوقين والمتميزين.
وفي سياق تعزيز البحث العلمي، دعت التوصيات الجامعات اليمنية ومراكز الأبحاث إلى تعزيز الربط بين الأكاديميين وجامعاتهم للاستفادة من خبراتهم. وتقديم خدمات استشارية للباحثين بالتنسيق مع الملحقيات الثقافية. ووضع إطار شامل لمعايير الجودة في الجامعات اليمنية. وتشكيل فرق مختصة من المؤسسات الأكاديمية للعمل على تطبيق هذه المعايير. ونشر ثقافة البحث العلمي وتشجيع الطلاب على الابتكار في المراحل الجامعية والدراسات العليا. وتحسين خدمات الإنترنت في الجامعات وتحديث المكتبات بالكتب العلمية (تطوير البنية التحتية للبحث العلمي). وربط الأبحاث اليمنية بعلامة تجارية تعزز من قيمتها ومساهمتها العلمية. وإنشاء منصات إلكترونية لأرشفة الأبحاث العلمية وإتاحتها للباحثين .اختتم الملتقى بالتأكيد على أهمية هذه التوصيات كخطوة نحو تحسين واقع التعليم العالي والبحث العلمي في اليمن، مع تعزيز التعاون بين الأكاديميين اليمنيين داخل الوطن وخارجه لتحقيق التنمية الشاملة.
هذا وقد قام منظمو الملتقى الأكاديمي الأول للباحثين اليمنيين في ماليزيا بتكريم عدد من الجهات والأفراد تقديراً لدورهم في دعم ورعاية الملتقى. حيث تم تكريم سفارة بلادنا والملحقية الثقافية في ماليزيا لرعايتهما الفاعلة للحدث.
كما قام المستشار الثقافي الدكتور أحمد الخضمي ورئيس الشبكة الدولية للبحث والتعليم المستدام (ISREN) الدكتور عبدالله الشليف بتكريم المتحدثين الرئيسيين في الملتقى، كما تم تكريم الجهات الداعمة التي ساهمت في نجاح الملتقى.