اليمنيون يحييون الذكرى الـ10 لثورة 11فبراير
تقرير ماجد السامعي/ على الحسام
أقام مركز يمنيون للدراسات في ماليزيا أمس الأحد أمسية وطنية بمناسبة الذكرى الـ 10 لثورة 11 فبراير المجيدة، والذكرى الـ 3 لإعلان تيار يمينون، والذكرى الـ 73 لثورة 17 فبراير 1948م، ونظمت الأمسية عن طريق البث المباشر عبر برنامج ZOOM وصفحة المركز. وفي كلمته الافتتاحية رحب مدير مركز يمنيون للدارسات علي الويناني بالمتحدثين والضيوف والفنانين والشعراء الذين قاموا بإحياء الأمسية الوطنية، وقال إن الانكسارات التي تعرضت لها الثورة اليمنية 11فبراير وتعرض لها جيل الثورة يجب أن تزيد الجميع إصرارا وعنادا وإيماننا بأهداف الثورة، وعلى الجميع القيام بمجابهة المخاطر المحدقة بالوطن، مشيدا بجيل فبراير الذي يدافع اليوم عن الجمهورية اليمنية في مختلف الجبهات.
وفي الأمسية قدم البروفيسور عبد الله الذيفاني المستشار الثقافي في سفارة الجمهورية اليمنية في ماليزيا رؤية نقدية بمناسبة مرور عقد على الثورة اليمنية 11فبراير، وقال إن الثورة اليمنية11فبراير كانت عفوية الخروج، ولا يمكن لأحد أن ينسبها لنفسه لا أشخاصا ولا كيانات، خرجت الثورة لأجل الدولة المدنية التي يسودها العدل والمساواة والمواطنة والتنمية والخدمات العامة، وقال إن لفبراير قيمها العظيمة التي تناساها من يدعون أنهم كانوا مع الثورة وعادوا ليعتذروا عنها، ويتهمونها بما ليس فيها. وأكد على أن ثورة فبراير هي “حدث وليست شخوص” وأي خطأ ارتكبه أي شخص يحسب عليه لا على الثورة، مشيرا إلى ضرورة مراجعة ماذا قدم الناس للثورة، لا مراجعة الثورة، وتسائل عن أدوار كل الثوار الفاعلين في تحقيق أهداف الثورة، وعن أرشيف الثورة، ومروياتها ويومياتها.
من جانبه قال البروفيسور أحمد الدبعي إن ثورة فبراير كشفت الكثير من حقائق الوضع القائم، منوها إلى أن الثورة اليمنية 11 فبراير كانت ضرورة وليست ترفا، لان الوضع لم يكن يحتمل البقاء بدون ثورة، مشيرا إلى أن ثورة فبراير حققت مالم يتحقق من أهداف الثورة اليمنية 26 سبتمبر 1962م، وقال إن ثورة 11فبراير 2011 هي امتداد طبيعي لثورة 17 فبراير 1948م، مضيفاً أن مؤسسات الدولة العسكرية والأمنية والمدنية لم تتوقع حدوث الانقلاب في 2014م، وهذا يعني أنها مؤسسات معطوبة وفاشلة، مشيرا إلى أن تحول المشكلات في اليمن إلى كوارث سببه التغاضي عنها وعدم وضع الحلول لها، موضحا أن مؤسسات الدولة تم تسييرها بجهل طيلة فترة النظام السابق، مضيفا أن التغيير يحتاج إلى المزيد من الجهود والنضال، كما أن لوم الثورة هو تهرب من مواجهة الحقائق بحسب قوله، ونوه إلى أنه في اطار التعريف بالقضية اليمنية للعالم يجب أن يتم القول بأن الجمهورية اليمنية كان لديها تجربة ديمقراطية ناشئة في منطقة معادية للديمقراطية كفكرة ومفهوم، وفي ظل وجود جماعة الحوثي في اليمن والتي لا تروقها الديمقراطية كونها ثيوقراطية المفاهيم، وعندما انتكست التجربة الديمقراطية خرج الناس في 2011 لأجل استعادتها، وأن الانقلاب كان عبارة عن تحالف بين أعداء الديمقراطية في الداخل وفي الإقليم، “يجب أن نطالب العالم القيام بمساعدة الشعب اليمني في استعادة الديمقراطية” بحسب قوله.
إلى ذلك قال وسام محمد السكرتير الإعلامي لمنظمة الحزب الاشتراكي في محافظة تعز، الثورة حققت الكثير، لكن الوضع الذي تعيشه البلد هذه الفترة جعل الناس لا يرون تلك الإنجازات التي حققتها الثورة، ومن إنجازاتها؛ تحول الثورة من الواقع إلى الفكر والوعي، مؤكداً أن الثورة لم تخمد وهي متواصلة في فكر الشعب، موضحا توفر الشروط الموضوعية لقيام ثورة فبراير، لكن الشروط الذاتية لم تتوفر بسبب عفوية الثورة، وأشار وسام إلى أن الأحزاب السياسية كانت مأزومة في حد ذاتها ولم تتوقع حدوث ثورة، وان الناس خرجوا عندما شعروا بإمكانية التغيير كما يحدث في تونس ومصر، وأضاف السكرتير الإعلامي للاشتراكي أن على حاملي مشروع فبراير اليوم أن يعرفوا ماذا يريدون، كما عرفوا ما لا يريدونه في فبراير، وثورة فبراير فتحت أفق لا يمكن تجاوزه ؛ وحدت اليمنين، وصنعت الوحدة الوطنية بين كل المواطنين متجاوزة الطائفية والجهوية وصنعت عقد اجتماعي نتج عن الحوار الوطني الشامل، وأشار إلى أن المقاومة هي أكبر إنجازات ثورة 11 فبراير.
من جانبه تحدث الناشط السياسي الكاتب والباحث مصطفى ناجي عن ثورة فبراير كظاهرة اجتماعية، وأنها ثورة شعبية عفوية، أحدثت قطيعة مع الماضي، وصل المجتمع معها إلى حتمية الثورة، مؤكداً أنه على الباحثين عندما يتحدثون ويكتبون عن ثورة فبراير عليهم الحديث عن طبيعتها وعن كونها حدث والتأكيد على سلميتها، مشيرا إلى أن ثورة فبراير كانت عبارة عن رفض لما كان قائما قبلها وأمل بإحداث تغيير بعدها، يعالج اختلالات الماضي.
بدوره قال الناشط السياسي الكاتب والباحث نبيل البكيري أن جيل فبراير يعرف أسباب اندلاع الثورة، ويعرف الإجابة لماذا حدثت الثورة، ينبغي اليوم أن نسأل لماذا تعثرت الثورة وهل اجهضت الثورة؟ وكل هذه الأسئلة وغيرها هي للخروج بمقاربات واضحة عن كل الذي حدث، ووصف ثورة 11فبراير بأنها تصحيح لكل مسارات الثورات اليمنية السابقة، عرت النظام الذي صنع الإمامة وغذى الانفصال وصنع نقيضا للجمهورية، وقال إن الثورة اليمنية 11فبراير هي الثورة الشعبية الوحيدة في اليمن، كون الثورات اليمنية التي سبقتها كانت ذات طابع نخبوي، وأكد على أن ثورة فبراير أماطت اللثام عن التناقضات السياسية والاجتماعية والأيديولوجية، وضرب البكيري مثالا بالهاشمية السياسية التي كانت شريكا للنظام السابق وتغلغلت في مفاصل مؤسسات الدولة. ونوه إلى أن ثورة فبراير صنعت كل هذا الحراك السياسي والهوياتي والثقافي في اليمن، ويجب أن يتحول كل ذلك إلى تيار وتكتل يشمل كل الفاعلين في الساحة اليمنية في الداخل والخارج ليعيدوا رسم المشهد اليمني وفقا لمعطيات وتطلعات الشعب اليمني.
وتحدث الناشط السياسي يوسف مرعي عن شباب فبراير وبأنهم مازالوا ملتزمين بأهداف التغيير التي خرجوا من أجلها، ولذا هم يرفضون الانقلاب السلالي ويواجهونه ويرفضون الوصاية والتدخلات الأجنبية في اليمن، وهم من يسطرون ملاحم النضال في مختلف الجبهات دفاعا عن الجمهورية اليمنية، وعن الثورة اليمنية في المنظور الدولي قال مرعي هناك أبعاداً هامة في هذا المنظور مثل: البعد الجغرافي للجمهورية اليمنية وموقعها الهام في خارطة العالم ويمثل الموقع الإستراتيجي أهمية دولية ترتبط بالنقل البحري وطريق التجارة وعبور النفط، والبعد السياسي الذي أحدثته الثورة اليمنية والمرتبط بدول تريد أن يكون لها حضورا في اليمن؛ لقد أعطت المبادرة الخليجية برغم ما شابها من قصور بعدا دوليا لثورة 11فبراير، والبعد الديمغرافي حيث أن سكان اليمن يمثلون كتلة حيوية قادرة على العمل والإنتاج.
وفي ختام الأمسية الوطنية شكر الدكتور فيصل علي رئيس مركز يمنيون للدراسات كل المتحدثين الذين أثروا الأمسية بالنقاش والجدل والتساؤلات الثورية، وكل الشعراء والفنانيين وفريق الدعم الفني، كما شكر الحضور النوعي للأمسية الوطنية، وأشار إلى أهمية ثورة فبراير الأولى التي تحل ذكراها في 17 فبراير، “وهو تاريخ ثورة المكرب القردعي قائد الأمة اليمنية ورفاقه الميامين في 1948م، مؤكدا على الارتباط الموضوعي بين فبراير الأولى وفبراير الثانية، فبراير الأولى اسقطت رأس الكهنوت السلالي في ذلك الحين، وفبراير الثانية اسقطت مشروع التوريث الشخصي القروي القبلي، وهما اليوم – فكرا ومواجهة- في مارب تتصديان للتوريث الكهنوتي الإمامي السلالي، ونوه إلى عمق تأثير فبراير الأولى(17فبراير1948) وفبراير الثانية (11فبراير2011) على مستوى اليمن وعلى مستوى المحيط الإقليمي والوطن العربي.
هذا وقد قدم الأمسية ماجد السامعي، وأدار محاور النقاش محمد فتاح السامعي، وتنوعت فقرات الأمسية الوطنية؛ حيث غنى الفنان عمر البناء مقطوعات غنائية ثورية، والفنان أبو عمر المنتصر شارك من مأرب حيث غنى مقطوعات فنية من وحي النضال في مأرب مدينة التضحية والفداء. كما كان للشعر حضوره، حيث ألقى الشاعر ماجد السامعي من روائع مقطوعاته الشعرية الحماسية والثورية، وأيضا ألقى الشاب البراء طارق السكري قصيدة حول ثورة فبراير من روائع قصائد والده الشاعر طارق السكري. حضر الفعالية عدد كبير من الثوار اليمنيين في الداخل والخارج، عبر تقنيات البث المباشر.