في لقاء مع الوطن
طارق السكري
الغربةُ هذا الكابوسُ المتحرِّرُ
من زند الريح
ومن قانونِ النار
هذا الطاعون المتحدّرُ
من أوراق النخبةِ
وتقارير الساسةِ
ودهاليز الأخبارْ
هذا المنجلُ كل مساء
يسحقنا .. يغتال رؤانا
يدمي أجفان الثوار
يذرونا
كرماد القمح
تحت طواحين الأقدارْ
هذي الغربةُ
مهما بلغت في الإيلامْ
لن تنسينا حبك يوماً
أنت النايُ
وأنت تراتيلُ المحرابِ
وأنت صباحاتُ الأيامْ
أنت الرافضُ للإرهابِ
وأنت الرافض للأحزابِ
وللأغرابِ
وأنت البطل الفاتحُ والمقدامْ
رغم خياناتِ الكتّابِ
ورغم جراحات الأقلامْ
أحببناك
وأخذنا رائحة ثيابك للأحلام
وللأشعارْ
وحملناك بكل مطارٍ
كالأفكار
من هذا القادر يا وطني
أن ينزع منَّا الأفكارْ ؟
من هذا القادر ياوطني
أن يسلبنا رغماً عنّا حبك
أو يُرغم منّا الإصرار ؟