لعينيْ فبراير
على سَفحها من دماء الشهيدِ
حروفٌ.. تقول: أما مِن مزيدِ؟
أقبِّلها بين حينٍ وحينٍ
بعيني وسمعي وزندي وجيدي
سطورٌ عليها مشى كلُّ طيفٍ
يَمانٍ.. كواكبُهُ في الجليدِ
سطورٌ.. وتركضُ فيها سطورٌ
كما تركضُ البِيدُ في إثْرِ بِيدِ
وَأَركِزُ في جبهة الفجر زحفي
وأمضي عنيداً .. بعزمٍ رشيدِ
وأُشهِدها أنََّني لستُ أنسى
ليالٍ أطلَّ بها وجهُ عيدِ
وأُشهِدها أنََّني لستُ أنسى
هواها الذي لم يزل كالوليدِ
وأُشهِدها أنََّني لستُ أنسى
خِياماً تلوحُ كنجمٍ بعيدِ
خياماً كأنَّك حين تراها
تقول: مصمَّمةٌ من وريدِ
•
لفبرايرٍ.. قام ألفُ مساءٍ
يُحيِّي .. وألفُ صباحٍ جديدِ
أفاق الذي قيل: ما عاش يوماً
وعاد يُمزِّق ليلَ العبيدِ
•
أفي كل عامٍ تمرُّ كذكرى
تُذكِّرنا حقَّنا في الوجودِ
يقوم من القبرِ نعقُ غرابٍ
ليُصعقَ ثانيةً بالرعودِ ؟!
أهذا الغباءُ هُلامٌ ؛ فَيفْنى
تُرى؟ أم غباءٌ رهينُ الخلودِ؟
وفي كلِّ أرضٍ هتافٌ .. ولكنْ
لِمَن لم يَطُل عهدُهُ بِالرُّقودِ
وما جاحدٌ للعهودِ الغوالي
تَباركَ قَدْراً ، كوافي العهودِ
وكنَّا معاً كالضَّحايا ضحايا
نعاني الغلاءَ ، وبطشَ الجنودِ
وكنَّا معاً في شتاتِ المنافي
وبي مثلُ ما بكَ "خلفَ الحدودِ"
جبينُك ذا لاهِثٌ في جبيني
ورِجْلُك ترقدُ فوق قيودي
لِمَ البغيُ؟ والفخرُ؟ والزَّعْمُ أنِّي
" تَخَيَّمْتُ " عن نقمةٍ أو جحودِ؟
وما خنتُ أرضي .. وصدريَ عارٍ
فَمزَّقتَه برصاصٍ حقودِ
وجئتُ لألقي عليك نَشِيداً
يُؤلِّفُ بين اللظى والبرودِ
طارق السكري
ماليزيا
10 فبراير 2025