احتراق الناي

Published:
المشاهدات:
1572
احتراق الناي
الشاعر والكاتب ماجد السامعي
الشاعر والكاتب د. ماجد السامعي

احتراق الناي

ضجيجٌ بإيقاعٍ، وصَــمتٌ يُقَـاطِـــعُ
لتَعبرَ من حلْقِ السـكونِ الفواجِـــعُ
:

وكَـأسُكِ -يا صنعَاءُ- مَلأَى بِـغُـصَـةٍ
بها يَسكرُ السَاري، وتهذِي الشَوارعُ
:

تتُــوهُ.. ولا ندري إلى أي وجــهَــةٍ
تسيرُ بنا السَاعاتُ والوقتُ ضَـائعُ
:

(وليلٍ كموجِ البحرِ) للآاان لم يَزلْ
تُثرثرُ -رغمَ الصمتِ- فيه المدَافعُ
:

عزَفنَا على النَايَـاتِ حتّى تسعّرَتْ
وذابتْ بصــدر الناي منا أصــــابعُ
:

شَكونا إلى قاضٍ خِبـاثٌ فَـعـــالهُ
إذا خصمك القاضيْ فمن ذا تُشَارعُ؟!
:

نُـحـاولُ أنْ نشْـدو بآمال مَـوطُِـنٍ
به شَاخـتِ الأفْـراحُ والحزنُ يافعُ
:

وقد يرقُـصُ المـذبـوحُ لكـنْ تألُُّماً
وقد يضحكُ المهْمومُ والقلب دامعُ
:

متى الوطن المكلوم يلقي ثقاله؟!
لتسْكُـنَ أنّاتٌ، وتُشْفَى مــواجِـــعُ
:

متى يرتوي الظمآن؟! صوت يقول لي
وقد أقْفَـــــرَ الوادي وجفت منابعُ
:

متى تزهر الآمال؟ في النّاسِ خيبةٌ
وفي الأرضِ مُحتّلٌ خؤونٌ، وطَامِعُ
:

كطفلٍ هو الحلمُ الذي ظَــل عاحزاً
يحــنُّ…ولم تشفقْ عليه المراضِــعُ
:

سلوا خابز المأساة عن حالنا اسألوا
أيشبَعُ من خُـبزِ المُـعَــاناتِ جـائعُ؟
:

***

:

سينْـهَــــــضُ ظَـــلّامٌ بلا أي وازعٍ
ويَجْهَـل في مَسْعَاه ما الله صـانعُ
:

وكـالـذئب مكّــارٌ، لمُـعْــطِيـهِ ناكِـرٌ
وللعهد نكَّـــاثٌ وللفــــرضِ قـاطـعُ
:

فلا تَـخدَعنكَ اليوم أفَـعى بملمَسٍ
وإنْ لانَ في عيْنيكَ، فالسُمُّ نَاقِــعُ
:

تُزيّنُ بعـضَ القَــومِ ألفَاظـهُــم كما
تُزيّــنُ ذاتَ القُــبحِ فـينا البَـرَاقِــعُ
:

(تواضَعْ تكْنْ كالنجْمِ) ليستْ لعابثٍ
فما ضَرَنا- في البعضِ- إلا التواضعُ
:

فناضلْ على حقٍّ وسِــرْ في رحابِهِ
وقلْ يا رياحَ الشَــرِ تَكْفِـي الزَوابعُ
:

فلا يحْـفَلنْ بالعِـزِّ منْ ضَـــاعَ حَقُهُ
ولا يســتَرِدُّ الحقَّ مَـــن لا يُــدَافِـعُ
:

 

expanded image