
احتراق الناي
ضجيجٌ بإيقاعٍ، وصَــمتٌ يُقَـاطِـــعُ
لتَعبرَ من حلْقِ السـكونِ الفواجِـــعُ
:
وكَـأسُكِ -يا صنعَاءُ- مَلأَى بِـغُـصَـةٍ
بها يَسكرُ السَاري، وتهذِي الشَوارعُ
:
تتُــوهُ.. ولا ندري إلى أي وجــهَــةٍ
تسيرُ بنا السَاعاتُ والوقتُ ضَـائعُ
:
(وليلٍ كموجِ البحرِ) للآاان لم يَزلْ
تُثرثرُ -رغمَ الصمتِ- فيه المدَافعُ
:
عزَفنَا على النَايَـاتِ حتّى تسعّرَتْ
وذابتْ بصــدر الناي منا أصــــابعُ
:
شَكونا إلى قاضٍ خِبـاثٌ فَـعـــالهُ
إذا خصمك القاضيْ فمن ذا تُشَارعُ؟!
:
نُـحـاولُ أنْ نشْـدو بآمال مَـوطُِـنٍ
به شَاخـتِ الأفْـراحُ والحزنُ يافعُ
:
وقد يرقُـصُ المـذبـوحُ لكـنْ تألُُّماً
وقد يضحكُ المهْمومُ والقلب دامعُ
:
متى الوطن المكلوم يلقي ثقاله؟!
لتسْكُـنَ أنّاتٌ، وتُشْفَى مــواجِـــعُ
:
متى يرتوي الظمآن؟! صوت يقول لي
وقد أقْفَـــــرَ الوادي وجفت منابعُ
:
متى تزهر الآمال؟ في النّاسِ خيبةٌ
وفي الأرضِ مُحتّلٌ خؤونٌ، وطَامِعُ
:
كطفلٍ هو الحلمُ الذي ظَــل عاحزاً
يحــنُّ…ولم تشفقْ عليه المراضِــعُ
:
سلوا خابز المأساة عن حالنا اسألوا
أيشبَعُ من خُـبزِ المُـعَــاناتِ جـائعُ؟
:
***
:
سينْـهَــــــضُ ظَـــلّامٌ بلا أي وازعٍ
ويَجْهَـل في مَسْعَاه ما الله صـانعُ
:
وكـالـذئب مكّــارٌ، لمُـعْــطِيـهِ ناكِـرٌ
وللعهد نكَّـــاثٌ وللفــــرضِ قـاطـعُ
:
فلا تَـخدَعنكَ اليوم أفَـعى بملمَسٍ
وإنْ لانَ في عيْنيكَ، فالسُمُّ نَاقِــعُ
:
تُزيّنُ بعـضَ القَــومِ ألفَاظـهُــم كما
تُزيّــنُ ذاتَ القُــبحِ فـينا البَـرَاقِــعُ
:
(تواضَعْ تكْنْ كالنجْمِ) ليستْ لعابثٍ
فما ضَرَنا- في البعضِ- إلا التواضعُ
:
فناضلْ على حقٍّ وسِــرْ في رحابِهِ
وقلْ يا رياحَ الشَــرِ تَكْفِـي الزَوابعُ
:
فلا يحْـفَلنْ بالعِـزِّ منْ ضَـــاعَ حَقُهُ
ولا يســتَرِدُّ الحقَّ مَـــن لا يُــدَافِـعُ
: