ماليزيا- اليمنيون
احتفلت مدرسة "خطوات المستقبل" في منطقة كاجانج الماليزية، أمس الأول، بيومٍ ثقافي خُصص للتراث اليمني، حيث تألق ركن "القهوة اليمنية" كنقطة محورية في فعاليات اليوم الثقافي، بمشاركة الطلبة اليمنيين وأولياء أمورهم، وبحضور سعادة القنصل اليمني في ماليزيا، الأستاذ صلاح الأحمدي. وتأتي فعاليات يوم القهوة اليمنية في ماليزيا برعاية سفارة بلادنا وتنظيم مؤسسة يمنيون الثقافية.
تحوّل فناء المدرسة إلى قطعةٍ من اليمن، حيث تفاعل الحضور مع عروض فلكلورية يمنية إلى جانب وصلات غنائية تعكس أصالة التراث اليمني، بينما تهادت رائحة القهوة اليمنية في الأجواء، كرسالةٍ رمزية تُجسّد ارتباط الإنسان اليمني بأرضه وهويته.
لم تكن الفعالية مجرد احتفال في المدرسة، بل جاءت ضمن رؤيةٍ أوسع لتعزيز الانتماء والهوية لدى الطلبة اليمنيين، من خلال دمج الأنشطة الثقافية في العملية التعليمية، بما يمنحهم شعورًا بالارتباط بجذورهم وتراثهم، حتى وإن نشأوا بعيدًا عن اليمن.
وجاءت هذه الفعالية ضمن سلسلة أنشطة انطلقت رسميًا في 15 فبراير بجامعة آسيا باسيفيك (APU)، حيث شهدت الجامعة حفل التدشين الرسمي ليوم القهوة اليمنية 2025 في ماليزيا، بحضور سعادة الدكتور عادل باحميد، سفير بلادنا وعميد السلك الدبلوماسي العربي في ماليزيا، إلى جانب قيادات الجالية اليمنية وممثلي المؤسسات التعليمية والقطاع الخاص.
وتهدف فعاليات يوم القهوة اليمنية في ماليزيا لهذا العام 2025 إلى إبراز القهوة اليمنية كرمزٍ حضاري يعكس العمق التاريخي لليمن، وتعزيز التفاعل الثقافي بين الجالية اليمنية والمجتمع الماليزي، إضافةً إلى دعم الجهود المجتمعية والرسمية لترويج القهوة اليمنية عالميًا كهوية ثقافية وتجارية.
كان ركن القهوة في المدرسة محطةً لتذوق الموروث، حيث شرح الطلبة مراحل تحضير القهوة اليمنية بدءًا من تحميص الحبوب حتى تقديمها، مصحوبًا بحكايات عن دور "المقهى اليمني" كفضاءٍ اجتماعي عبر التاريخ. كما قاموا بتوزيع بروشورات عن سردية القهوة اليمنية، واعتمدت المدرسة ثلاثية "رشفات الغيوم" جزءًا من برامجها الثقافية لتدريسها للطلبة، في خطوةٍ تهدف إلى ترسيخ فهم أعمق للتراث اليمني لدى الجيل الجديد.
وعبّر أولياء أمور عن سعادتهم بـ "رؤية أبنائهم يتحدثون بثقة عن ثقافتهم." الاحتفاء بالقهوة اليمنية في ماليزيا لم يكن مجرد ركنٍ عابر، بل تأكيدًا على أن الهُوية تُبنى بالحفاظ على التفاصيل الصغيرة التي تصنع الكيان الكبير.. فكل رشفة قهوة حملت في طياتها حكاية عطرة قادمة من جبال اليمن السعيد.