برعاية السفارة وتنظيم يمنيون.. احتفاءٌ بالقهوة اليمنية إرثًا وثقافة يوم القهوة اليمنية في مطعم وادي حضرموت رحلة من المخا إلى كوالالمبور

Published:
المشاهدات:
2408
يوم القهوة اليمنية في مطعم وادي حضرموت رحلة من المخا إلى كوالالمبور

كوالالمبور / اليمنيون

بعد أربعة أيام حافلة بالثقافة والتاريخ والطعم الأصيل، اختتمت مساء أمس الإثنين فعاليات "يوم القهوة اليمنية" في مطعم وادي حضرموت بالعاصمة الماليزية كوالالمبور، تحت رعاية سفارة الجمهورية اليمنية في ماليزيا، وتنظيم مؤسسة "يمنيون الثقافية". الفعاليات التي انطلقت مساء الجمعة الماضية في الوادي، نجحت في تسليط الضوء على الإرث الثقافي اليمني العريق، وتعزيز مكانة اليمن كموطنٍ أصلي للبنّ ورمزٍ للتواصل الحضاري عبر القهوة.

على مدار الأيام الأربعة، استمتع زوار مطعم وادي حضرموت بتجربة فريدة لتذوق القهوة اليمنية الأصيلة، حيث قدم فريق الشباب في المطعم شرحًا وافيًا للضيوف عن تاريخ القهوة اليمنية، التي انطلقت من ميناء المخا لتصبح مشروبًا عالميًا يحمل عبق الحضارة اليمنية. وقاموا بتوزيع بروشورٍ تعريفيٍّ عن الفعالية، يسلّط الضوء على الدور التاريخي لليمن كمهدٍ لزراعة البن وأولِ مصدرٍ له إلى العالم، مما جعل القهوة اليمنية رمزًا ثقافيًا وتجاريًا يربط اليمن بالعالم.

 

شهد حفل التدشين الرسمي للفعاليات حضورًا ثقافيًا متميزًا، حيث أقيم الحفل في جامعة APU بحضور سعادة سفير بلادنا عميد السلك الدبلوماسي العربي في ماليزيا، الدكتور عادل باحميد. كما حضر الحفل قيادات الجالية اليمنية، وممثلو الاتحادات اليمنية، والقطاع الخاص، والمؤسسات التعليمية، بالإضافة إلى العديد من المهتمين بالشأن الثقافي اليمني.

 

وأكد المنظمون أن الهدف من الفعاليات يتمثل في "تعزيز الروابط بين الجالية اليمنية والمجتمع الماليزي عبر الفعاليات الثقافية والتذوقية، وإبراز القهوة اليمنية كمنتج ثقافي وتجاري يعكس عمق الإرث اليمني". كما أكدوا على أهمية دمج الجهود الرسمية والخاصة لتقديم القهوة اليمنية للعالم كجزءٍ من الهوية الثقافية اليمنية.

 

يُعد مطعم وادي حضرموت، الذي استضاف الفعاليات، واحدًا من أقدم المطاعم اليمنية في ماليزيا، ويتميز بموقعه الاستراتيجي في شارع السفارات بقلب العاصمة كوالالمبور. المطعم، الذي يحمل اسمًا يحمل دلالات تاريخية عميقة، يقدم لرواده ليس فقط الأطباق اليمنية الشهيرة، بل أيضًا تجربة ثقافية غنية تعكس تاريخ اليمن وحضارته.

ويعكس اسم "حضرموت"، الذي يحمل مكانةً خاصة في التاريخ اليمني، إرثًا عريقًا يعود إلى مؤسس إحدى الممالك اليمنية القديمة في المنطقة، وهو حضرموت بن سبأ. هذا الاسم، الذي يشع بالحياة وحب الحياة، ليس مجرد رمزٍ تاريخي، بل هو جزءٌ من الهوية اليمنية التي تجسّد عمق الحضارة والتراث.

 

كما أن له مكانة خاصة في ماليزيا، حيث كانت هذه المنطقة التاريخية اليمنية بوابةً للهجرات والتجارة والثقافة اليمنية إلى جنوب شرق آسيا، من ماليزيا وإندونيسيا إلى سنغافورة وبروناي. وهذا الارتباط التاريخي جعل اسم "حضرموت" يُطلق على العديد من المطاعم اليمنية في المنطقة، كتعبيرٍ عن الامتداد الثقافي اليمني الذي يحمله اليمنيون أينما حلوا.

 لِلنَّاسِ ودِيَانُهُمْ، وَلَنَا وَادِي حَضْرَمَوْتَ"، هكذا يُردّد البعض عندما يُذكر الوادي، فيفهم الجميع أن المقصود هو وادي حضرموت، ذلك الاسم الذي يحمل في طياته تاريخًا عريقًا وحضارةً امتدت من اليمن إلى أقصى شرق آسيا. وكما تغنّى الفنان اليمني الكبير محمد مرشد ناجي بأشعار يزيد:

"عَلَى شَاطِئِ الْوَادِي نَظَرْتُ حَمَامَةً ... فَطَالَتْ عَلَيَّ حَسْرَتِي وَتَندُّمِي"

هذا البيت الشعري، الذي هو كلمات من أغنية يمنية شهيرة، يعكس شجن اليمنيين وحنينهم إلى الوادي، إلى وديانهم التي تركت في قلوبهم ذكرياتٍ لا تُنسى.. وحضرموت ليست مجرد أرض، بل هي روحٌ ترفرف فوق شواطئ الذكريات، وتُذكّر اليمنيين أينما حلّوا بجذورهم الضاربة في عمق التاريخ.

 

في فعالية يوم القهوة اليمنية، لم يقدّم مطعم وادي حضرموت فقط الأطباق اليمنية الأصيلة، من برمة اللحم إلى المندي، بل قدّم أيضًا "الدان والفنجان"، ليُذكّر الجميع بأن حضرموت ليست مجرد اسم، بل هي موسيقى صوفية تطرب القلوب قبل أن تلامس الأذان. إنها حكاية حضارةٍ وثقافةٍ، وواحةٌ من الجمال اليمني الذي يروي ظمأ الروح قبل الجسد.

expanded image