في حوار خاص مع التلفزيون الكوري( KBS) يعيد اليمنيون نشره

د. الرضي: 500 لاجئ يمني في كوريا لن يشكلوا عبئاً، وهناك علاقات بين البلدين

د. الرضي: 500 لاجئ يمني في كوريا لن يشكلوا عبئاً، وهناك علاقات بين البلدين
3503 زيارة

المحرر

في حوار خاص مع التلفزيون الكوري KBS

الرضي: 500 لاجئ يمني في كوريا لن يشكلوا عبئاً على أحد و اليمن تمر بظروف حرب و هناك علاقات و مصالح مشتركة بين البلدين.

– الرضي: الإنسان اليمني حضاري مسالم ولديه القدرة على مواجهة الظروف

– الرضي ماليزيا هي البلد الوحيد التي قدمت التسهيلات للشعب اليمني الذي تخلت عنه دول الجوار.

 

اليمنيون/كوالالمبور

FB IMG 1532260250336

IMG 20180722 WA0039

 


في حوار متلفز مع التلفزيون الكوري KBS أكد الدكتور محمد الرضي رئيس اتحاد اللاجئين اليمنيين في ماليزيا على أن الإنسان اليمني سهل التعامل ومتفاعل مع المجتمع الذي يعيش فيه ويتأثر ويؤثر، ولديه القدرة على التكيف مع الظروف القاسية، وبطبيعة الحال هو إنسان حركي و مرن و واقعي و براجماتي، وليس جامد ولا مقاوم للتغيير، و يتطور بحسب متطلبات الحياة وطبيعة العمل و المجتمع الذي يتواجد فيه، و يفيد و يستفيد، و النظرة التي تقول عكس ذلك هي نظرة خاطئة “بحسب الرضي”، والذي أضاف أن من يتاجرون بقضية اليمن يصفون الإنسان اليمني بالعنف والإرهاب و هي مصطلحات كاذبة و غير صحيحة و من يطلقها هم المتاجرون بقضية الشعب اليمني وأذنابهم داخل اليمن وخارجها.
وتجدر الإشارة إلى أن الهدف من استضافة رئيس اتحاد اللاجئين اليمنيين في ماليزيا الدكتور محمد الرضي في البرنامج الوثائقي الخاص والذي يسمى “تتبع 60 دقيقة” ، هو البحث عن وضع اللاجئين اليمنيين في دولة ماليزيا وأسباب لجوء ما يزيد عن 500 شخص يمني إلى كوريا الجنوبية والتحديات التي يوجهونها هناك.

( اليمنيون) يعيد نشر الحوار الذي أجراه التلفزيون الكوري في التاسع عشر من الشهر الجاري مع الدكتور محمد الرضي رئيس اتحاد اللاجئين اليمنيين في ماليزيا، و اذي أجراه الصحفي الكوري Ryu Jong-hun، من قناة KBS الكورية، بمساعدة المترجم إلى اللغة الكورية Seo Kyu Won، وترجمه إلى الإنجليزية المترجم عنتر الحرازي.

فإلى نص الحوار :

– كم عدد اليمنيين المتواجدين في ماليزيا؟

*ليس هناك عدد محدد ودقيق، ولكن يمكن القول أن هناك لاجئين ونازحين ومقيمين رسميين، ويقدر عدد اللاجئين المسجلين في المفوضية العليا للاجئين ما يقارب ال 3000 وهناك من هم مسجلين تسجيل مبدئي بالمفوضية العليا للاجئين غير هؤلاء، وهناك نازحين يمنيين مسجلين لدى مصلحة الهجرة الماليزية ولديهم فيز خاصة بدء العمل بها من بداية العام 2016م وعددهم يزيد علي ال 7000 نازح.
بالإضافة إلى اليمنيين المقيمين بفيز رسمية كشريحة الطلبة ما يقارب ال 6000 طالب وطالبة وهناك أصحاب الأعمال التجارية وهناك فئة العمال والمستقدمين عبر شركات عمل مرخصة ويحملون فيز عمل. وتقريباً العدد الكلي لليمنيين في دولة ماليزيا يزيد عن الـ 20000 شخص.

– ماهي أنواع التأشيرات التي من خلالها يدخل اليمني لماليزيا؟

* هناك تأشيرات تعطى لليمنيين ولغير اليمنيين ومنها الآتي: تأشيرة 90 يوم وتسمي تأشيرة الدخول لمرة واحدة فقط تمنح لليمنيين ولكثير من الجنسيات الداخلين الى دولة ماليزيا تأخذ من المطار مباشرة ( وهؤلاء اما يقومون بعد ذلك بالعودة لليمن او التقدم للجوء او التقدم للسفارة للحصول علي الفيز الخاصة المذكورة في الفقرة الرابعة). وتأشيرة طالب، لجميع الطلاب الأجانب الراغبين بالدراسة في الجامعات و المعاهد الماليزية عليهم قبل دخول ماليزيا أخذ جميع الموافقات المطلوبة عن طريق الجامعة أو المعهد المعني، و يتم بعد وصولهم ماليزيا وضع التأشيرة على جواز السفر، جميع إجراءاتهم تتم عن طريق الجامعة او المعهد الذي تم التقديم اليه، يسمح للطلاب الأجانب. و تأشيرة العمل، حيث يتم التقدم بها عن طريق طالبي العمال والموظفين من الشركات الماليزية او الأجنبية العاملة في ماليزيا وتحتاج الى استقدام عمال او موظفين. وهناك تأشيرات ما يسمى بالفيز الخاصة، وهذه فيز خاصة باليمنيين المتواجدين بدولة ماليزية من قبل العام 2018م وبدأ العمل بها من بداية العام 2016م ويتقدم طالب هذه الفيزا إلى السفارة اليمنية مباشرة ولا يحتاج للذهاب للجهات الماليزية وتقوم السفارة اليمنية بإكمال بقية إجراءات اصدار هذه الفيزا وهي كانت اما فيزا لثلاثة اشهر او ستة او سنة ولكن مؤخراً تم اعتماد سنة و إلغاء الثلاثة الأشهر والستة لكل متقدمي بطلب الحصول علي الفيزا الخاصة.

– لماذا اخترتم ماليزيا للنزوح إليها بالرغم انكم تستطيعون الذهاب إلى بلدان أخرى ؟

* في الأحوال العادية يفضل اليمنيون السفر إلى دولة ماليزيا دون بقية الدول لأن إجراءات الدخول لماليزيا سريعة وسهلة مقارنة بإجراءات السفر لأي دولة أخرى في العالم، فبقية الدول لا تسمح لليمنيين بالدخول إليها إلا بإجراءات معقدة ومكلفة ومطولة، وخاصة دول الجوار في الأحوال الاعتيادية، فكان اختيار اليمنيين لدولة ماليزيا لأنها أكثر الدول تسهيلا لدخول اليمنيين إليها وتعطيهم فيزه لمدة 3 أشهر يحصلون عليها بمجرد وصولهم إلى مطار كوالالمبور. كما أنه بعد اندلاع الحرب في اليمن فقد زادت الدول المجاورة لليمن من إجراءات تشديد ومنع دخول اليمنيين إليها، مثل مصر والسعودية والإمارات، وبقية دول الشرق الأوسط، وهناك دول قد تسمح بالدخول إليها ولكن المعيشة فيها صعبة.
بالنسبة لدولة ماليزيا بعد الحرب فبالعكس من ذلك فقد زادت تسهيلاتها لليمنيين ومنحتهم فيز خاصة لمن يريد البقاء في ماليزيا من بداية العام 2016م وحتى نهاية العام 2017م والقرار ساري المفعول إلى نهاية 2019م.
ومن وصل إلى ماليزيا في العام 2018م فبعد انتهاء الفترة المحددة تسعون يوماً يسمح لهم بالسفر لأي دولة مجاورة ويعود بعد أيام قلائل ويعطى 90 يوم وهناك حلول مطروحة لهؤلاء سوف يتم العمل بها خلال الأيام القليلة القادمة، حسب ما يتم تناقله عن السفارة اليمنية والتفاهمات والوعود من الجانب الماليزي.
دعني أقول لك أنه في المجمل ماليزيا هي أفضل وأسهل الخيارات لليمنيين مقارنة بالدول الأخرى.

– ما هو الدعم المقدم من الحكومة الماليزية لليمنيين؟

* بالنسبة للاجئين اليمنيين المتواجدين في دولة ماليزيا فلابد من الأخذ بعين الاعتبار أن الحكومة الماليزية ليست طرف في اتفاقية الأمم المتحدة للاجئين للعام 1951م، ولهذا فإن الحكومة الماليزية لم تلزم نفسها بأي حقوق لللاجئين بشكل عام والذي نحن جزء منهم. ومع ذلك فقد جرى العرف بأن حاملي بطائق مكتب الأمم المتحدة في ماليزيا يمارسون الاعمال والحرف وإن لم يكن هناك تصريح صريح بالسماح لهم بالعمل، ولكن الواقع أن مسؤولي سلطات الهجرة الماليزية يغضون الطرف عن حاملي هذه البطائق، ولو قارنا عدد اللاجئين والعاملين في مهن مختلفة وكم عدد المساجين بسبب مخالفة قوانين العمل فان نسبتهم لا تذكر مقارنة بالعدد الكبير للاجئين والذي يقدر ما بين 150 و 160 الف لاجئ من كل الجنسيات، و لكن ما دام الوجود في ماليزيا كلاجئ فالعمل غير مسموح به في القانون الماليزي وفي أي لحظة يمكن أن تلقي السلطات المختصة القبض علي من يريدون ويتوقف الأمر حسب تقديرات السلطات الماليزية المختصة.
كما أن الدعم من الحكومة الماليزية المقدم لليمنيين ينحصر بشكل أساسي بالتسهيل للدخول بدون اشتراط الحصول علي تأشيرات مقدماً قبل الدخول. ومنح التأشيرات الخاصة أو تأشيرات السفارة أو السياحية كما يسميها البعض والتي بموجبها يتم السماح لليمنيين الذين جاءوا إلى ماليزيا قبل العام 2018 بالبقاء في ماليزيا والتجديد كلما انتهت الفيز وهذه حسب علمي مقدمة لليمنيين دون غيرهم وإن وجدت فهي بصورة فردية بالنسبة للجنسيات الأخرى، ولكن هذا النوع من الفيز مقيدة بمدة محددة تحدد بقرار من الحكومة وكما هو الآن فهي محددة إلى نهاية العام 2019م وأمر تجديدها خاضع لتقديرات السلطات الماليزية.

– هل هناك فرق أو تغيير بين الحكومة السابقة والحكومة الحالية أو تأثير بطبيعة العلاقة بينكم والحكومة الماليزية؟

* لابد من التمييز بين حالتين: الأولى و هي علاقة الحكومة الماليزية الحالية بالمفوضية العليا للاجئين وأي تغيير سوف ينعكس علي كل اللاجئين لأننا مرتبطين بشكل مباشر مع المفوضية العليا للاجئين، و الثانية هي علاقة الحكومة الماليزية بالحكومة اليمنية والمتابع لهذا الشأن يرى أنه لا يوجد تغيير يذكر و أن علاقة الحكومة اليمنية بالحكومات الماليزية المتعاقبة متينة و في تقدم مستمر هذا ما نلاحظه – والأفضل كان أن يطرح هذا السؤال علي السفارة اليمنية- و من جانب آخر انا كمواطن أجنبي لا أحس بتغيير حقيقي في حياتي اليومية بسبب التغيير في الحكومة و إن حصل أي تغيير أو قد يحصل ينعكس علي الشعب الماليزي بشكل خاص و أما الأجنبي لن يكون التغيير كبير الا بشكل بسيط كمثل ما هو حاصل من الغاء ضريبة المبيعات ال 6% و أما من ناحية التعليم و الصحة و غيرها من الخدمات و الحقوق و الحريات فهذا يلاحظه المواطن الماليزي، فالمدارس والمستشفيات الماليزية ومعظم الخدمات الاجتماعية الأخرى هي للمواطن الماليزي بدرجة أساسية.

– ما هو الدعم المقدم من المفوضية العليا للاجئين لليمنيين؟

* الدعم المقدم من المفوضية العليا للاجئين يكاد ينحصر بالتوجيه والإشراف علي سير البرامج والتدريب بشكل مباشر أو غير مباشر عن طريق دعم بعض البرامج و لكن هذا الدعم ضئيل جداً ومحدود. وهذا الدعم ليس له أي علاقة أو تأثير علي معيشة الناس فلا توفر سكن ولا علاج ولا تعليم كافي و كل ما يقدم في هذه المجالات لا تشكل أي تأثير بالنسبة لحياة الناس و لا تخفف من معاناتهم في جميع جوانب الحياة الصحية و التعليمية و جميع جوانب الحياة، فنسبة الدعم المقدم يعتبر شيء لا يذكر و لا يسمن ولا يغني من جوع.

– هل يوجد مدارس يمنية في ماليزيا لأولادكم؟

*نعم توجد مدارس يمنية، فهناك المدرسة اليمنية و التي تدرس المنهج اليمني و تتبع الحكومة اليمنية و لكن إمكانياتها ضعيفة جداً ولا تستطيع أن تؤدي رسالتها بالشكل المطلوب لضعف الإمكانيات وشحتها و كذلك قدرة استيعابها صغيرة جداً. و هناك مدارس خاصة يمنية تدرس المنهج اليمني. وهناك المدارس اليمنية الدولية الخاصة ولكن تكاليف الالتحاق بها لا يقدر علي دفعها اللاجئ، فمن عنده عمل ويتلقى راتب بالكاد يسدد إيجار البيت ويسد جزء يسير من حاجات الأسرة و أما التعليم فتأتي أهميته بعد، فلا يستطيع معظم اليمنيين و من يعملون في أعمال و حرف ريعها بسيط تعليم أولادهم م و يبقونهم في البيوت بلا تعليم.
و لابد من التنويه أن المدارس اليمنية تعطي تخفيض لعدد قليل ومحدود من اللاجئين اليمنيين وقد يصل التخفيض للبعض إلى 85% من الرسوم كما هو الحاصل في مدرسة ايماس، و لكن تضل نسبة ال 15 % المتبقية صعبة جداً علي اللاجئ أن يدفعها و الطلبة اليمنيين الحاصلين علي ذلك التخفيض عددهم محدود جدا. و لكن مع التخفيض هذا و الدعم يضل عدد المقاعد المخفضة في المدارس جميعاً قليل جداً بالنسبة للعدد الكبير من الطلبة من أبناء اللاجئين و النازحين.
و هناك عدد كبير من الطلبة يغير أسلوب الدراسة المتبع في العالم كله و يسجل في المدرسة كمنتسب و يأتي أخر العام الدراسي يمتحن الامتحانات النهائية و لا يعيش بيئة التعليم و لا ينتظم بالدراسة و الطالب يعتمد علي نفسه أو والديه في الدراسة في البيت. و مع كل ما تم ذكره من مدارس متعددة فإن هناك شريحة كبيرة من أبناء اللاجئين والنازحين اليمنيين في سن التعليم لا يلتحقون بالمدارس نهائياً لا بالانتظام بالدراسة ولا حتى بالانتساب. و أما فئة الطلبة بعد الثانوية العامة فمعظم هؤلاء يتوقفون عن متابعه تعليمهم الجامعي أو المهني و قلة قلية جداً من يحالفها الحظ.

– هل اليمنيون يعملون في ماليزيا أو مسموح لهم العمل بماليزيا؟ و ماهي الأعمال التي يمارسها اليمنيون؟

*ماليزيا كما ذكرنا من قبل ليست طرف في اتفاقية الأمم المتحدة للاجئين، و لكن الممارس علي أرض الواقع يلاحظ أن من يحمل بطاقة اللجوء يمارس أعمال و مهن معينة و الطرف الماليزي يغض عنها الطرف، و مع ذلك فإن اللاجئ يضل في حالة خوف مستمر من السلطات، وعدم التصريح لللاجئين بالعمل ينعكس علي مقدار الراتب والحقوق التي يحصل عليها اللاجئ من قبل أرباب الأعمال، فهم أيضاً يخافون من تشغيل العمال اللاجئين لديهم خوفا من العقوبة المقررة لمن يشغل عمال بمخالفة قوانين العمل الماليزية.
و بالنسبة لليمنيين في دولة ماليزيا فهم يمارسون أعمال حرة ومهن محدودة ومعظمهم يعملون في مجال السياحة والمطاعم والفندقة و إن كان هناك يمنيون يمارسون أعمالاً أخرى و لكن القسم الأكبر منهم يعملون في مجال الطباخة لان المطبخ اليمني والاكلات اليمنية اكتسبت شهرة في السوق الماليزي وكان لشهرة الاكلات اليمنية والمطبخ اليمني ورواجه عند الشعب الماليزي والسياح في ماليزيا أثر كبير في انخراط عدد كبير من اليمنيين في هذا المجال سواء مستثمرين أو عمال فأصحاب رؤوس الاموال يستثمرون في مجال المطاعم وبالطبع سوف يكون الاعتماد علي العمال اليمنيين لأن الزبون يبحث عن الأكل ذو النكهة اليمنية.

– ما هي الصعوبات التي يواجهها اليمنيون في ماليزيا؟

*الصعوبات التي يواجها اليمنيون كثيرة وأهم تلك الصعوبات أن وجود معظم اليمنيون في ماليزيا كلاجئين او نازحين او حاملي فيزه سياحية وكل هؤلاء يواجهون الصعوبات نفسها مع فارق بسيط جدا3 فكل هؤلاء غير مسموح لهم بالعمل وهذا هو أكبر المشاكل والتي ان سمح لهم بالعمل فسوق تحل نسبة كبيرة من المشاكل.
فبالنسبة للاجئين فغير مسموح لهم بالعمل و إن عمل فهو تفضل وغض طرف من الجانب الماليزي وليس له صيغة قانونية ملزمة ولهذا فإن العامل يتقاضى راتب قليل لا يكفي لسد الحاجات الأساسية للإنسان من مسكن ومأكل ومشرب وتعليم وصحة هذا بالنسبة لمن لديهم عمل من حاملي بطائق اللاجئين. و أما من ليس لديهم عمل فهم يواجهون الصعوبات كلها فلا مسكن ولا صحة ولا تعليم ولا وجه لوصف حالة البؤس بالنسبة لهؤلاء فهم في بؤس شديد.
كما أن حاملي الفيزا الخاصة ليس لهم أي امتياز غير البقاء في ماليزيا والصرف من مدخراتهم ، و معظمهم أصبح مع مرور الوقت فقيراً، وباع كل ما يملك في اليمن و قام بصرفه في ماليزيا، لأنه ليس مسموح لهم العمل اطلاقا ولا يجرؤ أرباب الأعمال أن يوظف هؤلاء والسلطات الماليزية لا تغض الطرف عن هؤلاء ولا يتساهل معهم ومن قبض عليه وهو يعمل فيغرم هو ومن وظفه من أرباب العمل ويتم سجنه وترحيله.
وكذلك مع فإن أصحاب الفيز الخاصة لا يستطيعون فتح حسابات بنكية وليس لهم التقدم لشركات التامين الصحي وليس لهم أي حقوق ولا امتيازات صحية كما هو الحاصل مع حاملي بطاقة اللاجئين الذين يحصلون علي تخفيض 50% في المستشفيات الحكومية ولديهم تأمين صحي.

– لماذا الأعداد الهائلة من اليمنيين فجأة دخلوا كوريا الجنوبية في وقت قصير جدا؟

*في الحقيقة العدد ليس هائل هم 500 شخص مقارنة بما يزيد عن 20 ألف في دولة ماليزيا.

– لو قلت أنت هكذا ف 500 من اليمن و500 من الصومال و500 من الباكستان وهذا ليس قليل بالنسبة للشعب الكوري والذي يحتج بشدة علي السماح لهم بالدخول.. وأنتم تسمعون المظاهرات كل يوم، فما الدافع؟

* لا داعي لكل هذا الخوف فلا يوجد شيء من هذه الهواجس التي تتكلم عنها وحقيقة الأمر هو شيء واحد وهو أن الناس في ماليزيا وصلوا لمرحلة عدم التحمل للوضع القائم لأن معظم من رحل من اليمن إلى ماليزيا لأجل البقاء ستة أشهر أو سنة بالكثير علي أمل أن تنتهي الحرب و لكن الحرب للآن، أكملت العام الرابع ولا توجد أية بوادر في الأفق تبشر بنهاية الحرب في الوقت الحالي أو في القريب العاجل، لأن الحرب كما هو ملاحظ تديرها أطرافاً عدة، و تدار لأجل مصالح دول و أطراف دولية، و هي من ترسم مسار الحرب و لا تبالي تلك الأطراف بما وصل إليه الشعب اليمني من مآسي ودمار، وكل ما يهم تلك الأطراف هو مصالحها وهي غير مهتمة بما يعانيه الشعب اليمني.
ولهذا فاليمنيون في الداخل والخارج وصلوا لقناعة أن الحرب مطولة ويفكرون بالخلاص بأي شكل من الأشكال ولأي مكان يجد فيها الإنسان نفسه وكرامته ولقمة عيشه وكما رحل الناس لكوريا فقد رحل الكثير وبطرق عدة لدول كثيرة من العالم وليس لكوريا فقط.
وكذلك فإن هؤلاء ال 500 شخص ليسوا أول من دخل من اليمنيين إلى دولة كوريا، فخلال السنوات الخمس الأخيرة هناك الكثير ممن دخل إلى كوريا الجنوبية وطالب بحق اللجوء وحصل علي اللجوء ويمارسون حياتهم العادية وهم موجودون بأوساط الشعب الكوري.

– هل هناك جهة متبنيه دخولهم إلى كوريا أو تساعدهم في دخول كوريا؟

* لا يوجد جهة محددة الامر ابسط من ذلك .. ما حصل من تدفق للناس في وقت واحد هو بسبب سماع اليمنيين في ماليزيا أن الحكومة الكورية حجزت عدد من اللاجئين بالجزيرة لمدة 10 أيام أو قريب من هذه المدة، ولكنها لم ترجعهم كما كانت تفعل كل مرة حيث كانت ترجعهم من حيث أتوا أو تقبل بهم وتدخلهم إلى العاصمة الكورية سول، ولكن هذه المرة تم اطلاق سراحهم إلى جزيرة جيجو وبعدها سمع الناس بان كوريا قبلت لاجئين وهكذا تشجع الأخرون على السفر إلى كوريا. ومما شجع علي ذهابهم نحو كوريا هو رخص تكلفة السفر والتي هي بحدود 700 رنجت فقط للتذاكر ذهاباً وإياباً.

– أريد منك توضيحاً حول هل هناك وكالة تقوم بإرسال اليمنيين إلى كوريا لأجل مقابل مادي؟

*أخبرتك أعلاه لا توجد هناك جهة أو ما شابه، لابد أن يؤخذ بعين الاعتبار أنه لا يوجد أي احتكاك بين الشعب اليمني وحكومة وشعب كوريا الجنوبية و الشعب اليمني يكن الاحترام والتقدير لدولة وشعب كوريا التي لا تتدخل في الشؤون الداخلية للدول- كما هو شأن بعض الدول- بالإضافة إلى وجود كثير من المصالح المشتركة بين الشعب الكوري والشعب اليمني فهناك شركات كورية كثيرة تعمل في مجالات متعددة في اليمن وهي محل احترام وتقدير من قبل اليمنيين. ما أريد أن أؤكده لك هو أن اليمنيين ينظرون لدولة كوريا الجنوبية كدولة نموذجية في سبل العيش فيها و العمل، لأن فيها احترام للقانون وفيها تصان كرامة الإنسان وحقوقه وحرياته وأن العدالة في كوريا هي من تصون حقوق الإنسان. ودعني أوضح لك ليس لدى الشعب اليمني أي تصور أن الشعب الكوري عنصري أو لديه أي تحيز ضد الشعب اليمني، و لذلك كثير من اليمنيين تفاجأ عندما رأي المظاهرات والاحتجاجات من قبل بعض الكوريين ضد وجود اليمنيين في جزيرة جيجو، وهذا كله حصل تحت تأثير ونتيجة لآلة الإعلام المعادي للشعب اليمني ولشعوب الشرق، وهذا الاعلام هو من نقل صورة سيئة عن الشعب اليمني.

– هناك ناس من الذين في الجزيرة تصل لهم اعانات ودعم مالي من ناس في الخارج من اميركا وغيرها، ما الغرض وما السبب لهذا الدعم؟

* الدعم المالي الذي تتحدث عنه لبعض من في الجزيرة فهذا شيء طبيعي أي انسان يتلقى دعم في داخل الجزيرة من أسرته وأقاربه وأصدقائه وهؤلاء الأشخاص يستلمون الإعانة سواء كانوا في كوريا أو في ماليزيا أو في اليمن أو في أي مكان وهذا شيء طبيعي أن العائلات تدعم أبنائها عندما يحتاجون للدعم، حتى يقفوا علي أقدامهم ويجدوا العمل، وليس في هذا شيء يثير الشك والريبة، و إن كان بعض الدعم يأتي من أهالي المذكورين من الولايات المتحدة فهذا لأن الوجهة للمغترب اليمني منذ وقت ليس بالقريب هي الولايات المتحدة ولهذا تجد معظم اليمنيين لهم أقارب و أصدقاء في الولايات المتحدة الأمريكية يقدمون لهم الدعم والمساعدة وقت الحاجة.

وفي الأخير أريد أن تصل الرسالة التالية إلى مسامع الشعب الكوري : “اليمني إنسان سهل ومتفاعل مع المجتمع الذي يعيش فيه ويتأثر ويؤثر، ومرن وبراجماتي وواقعي، وليس جامد وممانع للتغيير ويتطور حسب متطلبات الحياة وطبيعة العمل والمجتمع الذي يتواجد فيه ويفيد مثلما يستفيد وليس كما هي النظرة عند البعض أن اليمني إنسان جامد ممانع للتغيير والتطور ومعادي للآخر أو إرهابي كما يصوره البعض، فهو ليس عنصري بطبعه ولا متحيز ضد أحد.
والدليل علي ما أقول هو أن هناك نماذج من اليمنيين في جميع دول العالم ومنها كوريا الجنوبية التي هاجر إليها كثير من اليمنيين من قبل خمس سنوات ومتعايشين مع المجتمعات التي يعيشون فيها، ولكم أن تراجعوا سجل حياة اليمنيين الذين يعيشون في أواسط الشعب الكوري والذين قدموا إلى كوريا الجنوبية من فترات سابقة وعليها يمكن الحكم ولا يصح التعميم والحكم مسبقاً علي شيء أو شخص قبل التأكد والبحث والتحري.

شاركها:  

اشترك في نشرتنا ليصلك كل جديد

نعتني ببياناتك ونحترم خصوصيتك. للمزيد اقرأ  سياسة الخصوصية .

اقرأ ايضا