الغد الحالم

Published:
المشاهدات:
706
الغد الحالم

يُعاتبني ..

أين أنتَ

وأين هديرُ القوافي

وأين ليالي التجلِّي

وأين شواطي القمرْ ؟

لماذا توقفتَ عن شدوك القديرِ

وأطفأتَ ضوءَ الفتيلْ

لقد كنت أشرب من ساعديكْ

وأستقبل الشمس من مقلتيكْ

وأحيا على أمل أن أراكْ

فأمسح عنك غبار الكمودْ

وأهديك ما خصني الله من

روعةٍ وخلودْ

وأزرعني نجمة في سماكْ

 

يعاتبني لحظةً

كنتُ فيها على حافَّةِ الموتِ

عِفتُ القصيدةَ

عفت القراءةَ

عفت الخروج إلى البحر

عِفتُ البشرْ

 

يعاتبني لحظةً

كنتُ فيها بباب المطارِ

وكان المطارُ يعضُّ فؤادي

ويخمش كفي جوازُ السفرْ

 

ولكنّ فجري بعيدٌ بعيدٌ

وليلي تطاول

حتى أرَقتُ النجوم

ورحتُ أعبُّ كؤوس السّهرْ!!

 

 

يعاتبني أين أنت

وكيف تركت الكتابةَ

وهي الحمامُ الذي خبأ اللهُ فيهِ

الطريق إليهْ

وضاءتْ ملائكةُ الشعرِ داراً

على جانبيْهْ .

 

وكيف تركتَ الكتابةَ

وهيَ طريقُ العبورِ إلى لا اغترابْ

يعود النهارُ

ويجري بلا قدمين إليهِ الصِّبا والشبابْ

ويحتلق الأهلُ عند المساءِ

وليس يغيبُ

وليس يغيبُ النهارُ

وتعوي الذئابُ بعيداً

وينسحب الخوف والبطشُ نحو البحارِ

بعيداً

ونسمع صوتَ الزبيري

جديداً/ ضحوكاً

هنالك يسكن قلبَ السحابْ

: ( ستعلم أمتنا أننا

ركبنا الخطوبَ حناناً بها

فإن نحن فزنا فيا طالما

تذل الصعابُ لطلابها

وإنْ نلق حتفاً فيا حبذا

المنايا… تجيء لخطابها) .

 

طارق السكري

expanded image