تحت ظلال النار بين يدي الهجرة النبوية

Published:
المشاهدات:
840
تحت ظلال النار  بين يدي الهجرة النبوية

على ضوءِ الأذانِ ،

رأيتُ صوتاً ، يُلوِّح لي ،

وليلاً كانت الأرضُ

دبيبُ خطىً ، ومن حولي خرابُ

ظلالٌ مرهفاتُ الحدِّ تنزفُ بي ، وأشجارٌ ذئابُ

ولاةٌ لا أمان لهم ، شريفُهمُ غرابُ

بلالٌ قال لي صبراً ، وفي الصحراء كان بلال ملقى

وتبسم لي سميةُ : لا تخفْ سيزول هذا الليل ، ينطفئُ السياطُ ،

وعدتُ إليَّ ثانيةً ،

كما لو كان يلعب بي شرابُ

وعدتُ إليَّ ثانيةً ،

ومثلي كانت الكلماتُ في المنفى ،

وعصري وجهُ جلادٍ ،

ومثلي كان يجلده البلاطُ ،

ولاةٌ لا أمان لهم وموطنيَ الغيابُ .

توشَّحتِ السكينةُ ثوبَ عرُسٍ ، رياضُ الفكرِ أمطارٌ وخصبُ

وأجهشتِ النجومُ ،

وطوَّق جيدَ يثربَ بالأغاريدِ النسيمُ

وجاء الأوس أرسالاً ، وجاء الخزرج الغر الميامينُ

على أجفان “يثرب” منهمُ ظللٌ من الإيمان ، يطفو فوقها القربُ

محمَّدُ جاءْ

محمَّدُ جاءْ

محمَّدُ جاءْ

تعسجدتِ الرمالُ ، تزنبق الصخرُ

تروَّى الأفقُ واخضلَّتْ أناملهُ

وسال الفجر والشعرُ

وعدتُ إليَّ ثانيةً ،

وكنتُ على جدار الوقت أرسف بالسلاسلْ

أمامي ليلُ أحزاني

تنادمني ، كئيباتُ الثواني

وخلفي تلهث الذكرى

وأبوابُ مفتحةٌ

وشطآنٌ من الماضي الجميلِ

غدي بالحقد يحتضرُ

دمي بالنار تعتصرُ

وأرضي لم تعد أرضي

غزاها البدو والحضرُ

وعادَ – وكنتُ ملقىً – بي إلى أسلافيَ الزمنُ

سلاماً ، أقبل اليمنُ

هنالك حيث شبَّ الضرعُ ، والأيامُ قاحلةٌ

وقام الماءْ

وضاء على الطريق النخل

محمَّدُ جاءْ

محمَّدُ جاءْ

بشوشاً ، بين عينيهِ

سماواتٌ من الوردِ

وفي جنبيهِ طاف الفنُّ ، من زنديهِ قالت غيمةٌ لي

ذاتَ وجدِ

سرقتَ النار !

قلتُ أجل

ولكني اكتويتُ ببردها وحدي

 

طارق السكري

ماليزيا

10/8/2021

expanded image