على ضوءِ الأذانِ ،
رأيتُ صوتاً ، يُلوِّح لي ،
وليلاً كانت الأرضُ
دبيبُ خطىً ، ومن حولي خرابُ
ظلالٌ مرهفاتُ الحدِّ تنزفُ بي ، وأشجارٌ ذئابُ
ولاةٌ لا أمان لهم ، شريفُهمُ غرابُ
بلالٌ قال لي صبراً ، وفي الصحراء كان بلال ملقى
وتبسم لي سميةُ : لا تخفْ سيزول هذا الليل ، ينطفئُ السياطُ ،
وعدتُ إليَّ ثانيةً ،
كما لو كان يلعب بي شرابُ
وعدتُ إليَّ ثانيةً ،
ومثلي كانت الكلماتُ في المنفى ،
وعصري وجهُ جلادٍ ،
ومثلي كان يجلده البلاطُ ،
ولاةٌ لا أمان لهم وموطنيَ الغيابُ .
توشَّحتِ السكينةُ ثوبَ عرُسٍ ، رياضُ الفكرِ أمطارٌ وخصبُ
وأجهشتِ النجومُ ،
وطوَّق جيدَ يثربَ بالأغاريدِ النسيمُ
وجاء الأوس أرسالاً ، وجاء الخزرج الغر الميامينُ
على أجفان “يثرب” منهمُ ظللٌ من الإيمان ، يطفو فوقها القربُ
محمَّدُ جاءْ
محمَّدُ جاءْ
محمَّدُ جاءْ
تعسجدتِ الرمالُ ، تزنبق الصخرُ
تروَّى الأفقُ واخضلَّتْ أناملهُ
وسال الفجر والشعرُ
وعدتُ إليَّ ثانيةً ،
وكنتُ على جدار الوقت أرسف بالسلاسلْ
أمامي ليلُ أحزاني
تنادمني ، كئيباتُ الثواني
وخلفي تلهث الذكرى
وأبوابُ مفتحةٌ
وشطآنٌ من الماضي الجميلِ
غدي بالحقد يحتضرُ
دمي بالنار تعتصرُ
وأرضي لم تعد أرضي
غزاها البدو والحضرُ
وعادَ – وكنتُ ملقىً – بي إلى أسلافيَ الزمنُ
سلاماً ، أقبل اليمنُ
هنالك حيث شبَّ الضرعُ ، والأيامُ قاحلةٌ
وقام الماءْ
وضاء على الطريق النخل
محمَّدُ جاءْ
محمَّدُ جاءْ
بشوشاً ، بين عينيهِ
سماواتٌ من الوردِ
وفي جنبيهِ طاف الفنُّ ، من زنديهِ قالت غيمةٌ لي
ذاتَ وجدِ
سرقتَ النار !
قلتُ أجل
ولكني اكتويتُ ببردها وحدي
طارق السكري
ماليزيا
10/8/2021