اليمنيون/ ماليزيا/ خاص
أقام مركز الدراسات اليمنية "يمينون" ندوة ثقافية بعنوان: (الهاشمية السياسية وخطرها على الأمة اليمنية))يوم في جامعة (UPM) الماليزية، خرجت الندوة بعدد من التوصيات؛ بتجريم الهاشمية السياسية دستورياً وقانونياً، والعمل على إحياء الهوية اليمنية، وتضمينها مادة دراسية في المنهج المدرسي والجامعي، وتضمينها في البرامج الإعلامية والثقافية، والعمل على تحقيق الهدف الأول من أهداف ثورة 26 سبتمبر 1962م بإزالة الطبقية الاجتماعية، والعمل على تحقيق المساوة بين الناس، وتحويل ذلك لقوانين معمول بها في كل الدوائر الحكومية، والعمل على جعل رباعية الإصلاح العام؛ (الديني، والاجتماعي، والسياسي، والاقتصادي) أولوية للحكومة الرئاسة، والعمل على منع عائلات الذين ثبت إنتمائهم للهاشمية السياسية-خلال 1200 سنة الماضية- من الترشح لأي منصب سياسي أو قضائي أو عسكري أو أمني. ونصت توصيات الندوة، التي حضرها العديد من الأكاديميين والشخصيات الاجتماعية والسياسية والمهتمين بالهوية اليمنية، على عدم السماح بإنشاء المنظمات والأحزاب والجماعات العنصرية والمذهبية والطائفية البعيدة عن مشروع الأمة اليمنية، وأوصت ندوة يمنون بتسمية مذهب الشوكاني مذهباً رسميا للدولة اليمنية واعتباره مرجعية شرعية للأمة اليمنية.
الهاشمية حصان طروادة
وقدمت في الندوة ثلاث أوراق عمل ومحاضرة؛ في الورقة الأولى قدم الدكتور عبد القوي القدسي ورقة بعنوان (الهاشمية حصان طروادة لاستعباد الناس والسطو على مقدرات الشعب) فند فيها مزاعم التفضيل التي يدعيها الهاشميون، مؤكداً تعارضها مع نصوص الشرع الواضحة، لافتا إلى أن الهدف من ادعاء الأفضلية في العرق والدم ينبني عليه التسليم بالحكم للهاشميين. كما فند، أيضاً، فكرة الخُمس، التي قال إنها لا تشير من قريب أو من بعيد الى منح من يدعون الأفضلية الحق في شيء من مال الدولة دون وجه حق، مشيراً إلى أن الأديان تضمن حرية التدين، كما أن كل المواثيق الدولية تؤكد على ذلك، لكن عندما يصبح التدين والاعتقاد خطراً على المجتمع ويسبب الصدام بين أبنائه بين الحين والآخر، فهنا يجب أن يقف الجميع صفاً واحداً ضد هذا التدين المغشوش، حسب وصفه.
مذهب سياسي لا فقهي
وفي الورقة الثانية والمعنونة بـ (الهادوية مذهب سياسي لا فقهي محطات تاريخية للسيطرة الهاشمية على اليمن) أكد الدكتور محمد شداد على ضرورة الفهم بأن المذهب الهادوي مذهباً سياسياً وليس مذهباً دينياً، لأن فقهاء المذهب الهادوي من أئمة الهاشمية السياسية استخدموا الدين معبراً للسياسة والحكم، والسيف والبندقية أداة للقتل وإرهاب الناس وإخضاعهم، ولم يتم اختيارهم حكاماً يوماً ما طواعية وعن طيب خاطر من قبل اليمنيين. موضحاً أن أئمة هذا المذهب استخدموا سياسة الإفقار والتجهيل للشعب اليمني طوال فترة حكمهم، وقاموا بفرض ما يعتقدون على الناس بالقوة عن طريق الترغيب تارة والترهيب تارة أخرى، واتهام من يرفضون ويناهضون مشروعهم بأنهم نواصب، وحسب توصيفهم يظل المواطن مُحَارب وفي دائرة الشبهة والشك، ولا ينال أي حق من الحقوق السياسية والاجتماعية.
الهاشمية السياسية
وفي الورقة الثالثة والتي قدمها رئيس مركز الدارسات اليمنية يمنيون، الدكتور فيصل علي بعنوان (الهاشمية السياسية وخطرها على الأمة اليمنية) والتي عرف فيها الهاشمية السياسية بأنها مصطلح جديد ويقصد به الهاشميين الذين يعتقدون أحقيتهم الدينية في الوصول إلى السلطة، بسبب نسبهم أو ما عرف بنظرية حصر الإمامة في البطنين، وهي النظرية السياسية للإمامة الهادوية في اليمن. وشدد رئيس المركز على ضرورة استخدام مصطلح الهاشمية السياسية في التعامل الأكاديمي والإعلامي والسياسي والقانوني، وأكد على أهمية إحياء الهوية اليمنية بين كل أفرد وفئات الشعب، مشيراً إلى وحدة الأمة اليمنية وكينونتها وشخصيتها الاعتبارية بين مختلف الأمم، داعياً الأحزاب السياسية إلى إعادة بناء فكرها ووحداتها التنظيمية وفقاً للهوية ومشروع الأمة اليمنية، في الوقت الذي أكد فيه على إمكانية الأدب اليمني المشبع بالهوية والقضية اليمنية من هزيمة مشروع السلالة. وتحدث الدكتور فيصل علي عن أهمية دعم الجيش الوطني والشرعية والحكومة اليمنية، باعتبارها موصلة إلى مشروع اليمن الكبير، وإن شابها بعض الضعف في أدائها إلا أنها كل ما يستطيع الشعب اليمني حالياً الاعتماد عليه.
الهوية اليمنية
كما قدم رئيس شعبة التوجيه المعنوي للجيش في مأرب الفنان اليمني فهد القرني، محاضرة بعنوان (الهوية اليمنية ملاذ الشعب)، أكد فيها على أن الهوية اليمنية هي ملاذ الشعب، ولذا لابد من جمع كل فئات الشعب عليها حفاظاً على اليمن. وتطرق القرني إلى أهمية تخليص اليمن من الهاشمية السياسية القائمة على التفضيل العرقي في زمن العولمة وأنْسنةُ المجتمعات البشرية وتعايشها، معتبراً أن مشروع الهاشمية السياسية مهزوم لا محالة، وأن الإشكالية تكمن فيما بعد الانتصار على هذا المشروع السلالي، داعياً الأكاديميين اليمنيين في ماليزيا وبقية دول العالم إلى ضرورة الاستعداد لما بعد النصر، وتهيئة مشاريع وتجارب بناء وقيادة المؤسسات التي تحتاجها البلد.